جفاف المهبل، تعريف وأسباب وعلاج وموانع
التعريف بالمشكلة وأسبابها:
جفاف المهبل هو من بين أهم الأعراض الشائعة التي تصاحب فترة انقطاع الطمث، حيث يصبح إنتاج هرمون الاستروجين بطيئاً ثم يتوقف نهائياً. وعندما يحدث ذلك تطرأ علي المرأة الكثير من التغيرات الغير مرغوب بها علي جسد المرأة، ومن أهم أعراض انقطاع الطمث الأخرى التقلبات المزاجية والهبات الساخنة وتغير نبرة الصوت وزيادة شعر الوجه وجميعها أعراض غير مرغوب بها لكننا سنناقش خلال هذا الموضوع عرض واحد فقط.
تعاني سيدة واحدة من بين 3 سيدات خلال فترة انقطاع الطمث من جفاف المهبل، في حين تصبح الإصابة بهذا العرض أكثر شيوعاً وانتشاراً بعد انقطاع الطمث. ولا يوجد ارتباط بين مرحلة عمرية معينة وبين هذه المشكلة، كما توجد أسباب أخري قد تؤدي لظهور نفس المشكلة مثل الإصابة بتهيج بسيط في هذه المنطقة. لكن هذا الأمر لا يمكن تركه يؤثر سلباً علي حياتك الجنسية وعلي ثقتك بنفسك وراحتك، ولهذا السبب يسر مجلة اليوم الجديد في هذا الموضوع الفريد والمميز بالنسبة للإنترنت العربي أن تقدم للفتيات والنساء العرب من ميع المراحل العمرية بعض العلاجات التي تساعد علي مكافحة هذه المشكلة.
وبالإضافة إلي انقطاع الطمث وحدوث تهيج في المنطقة، هناك بعض المسببات الأخرى التي تساهم في ظهور المشكلة كونها تؤدي إلي انخفاض هرمون الاستروجين مثل الولادة والرضاعة، وتناول الأدوية المضادة للاستروجين، والتي تستخدم في علاج الأورام الليفية الرحمية أو بطانة الرحم، والاستئصال الجراحي للمبايض أو الإشعاع والعلاج الكيميائي المستخدم في علاج السرطان ومتلازمة سجوجرن احدي أنواع اضطرابات المناعة الذاتية التي تهاجم خلايا الجسم المسئولة عن ترطيبه عافانا الله وإياكم من كل مكروه. كما توجد أسباب أخري تؤدي إلي الإصابة بجفاف المهبل مثل الدوش المهبلي وعدم وجود مداعبة كافية قبل الجماع وتناول بعض أدوية الحساسية والبرد ومضادات الاكتئاب.
باختصار شديد لتبسيط الأمر، عادة ما تكون جدران المهبل مرطبة ومغلفة بطبقة من السائل الشفاف المزلق، ويساعد هرون الاستروجين في جسم المرأة علي الحفاظ علي هذا السائل فضلاً عن قدرته في الحفاظ علي صحة بطانة المهبل وسماكتها ومرونتها. وأي سبب من المسببات التي سبق ذكرها أعلاه تعمل علي خفض هرمون الاستروجين مثل خلال فترة انقطاع الطمث وبالتالي تقليل كمية الرطوبة المتوفرة بالمهبل كما يؤدي إلي جعل المهبل أقل سماكة ومرونة ما يؤدي للشعور بالحكة والحرقان وعدم الراحة في هذه المنطقة، وحينها ننصحك بزيارة الطبيب لتشخيص الإصابة واتخاذ ما يلزم.
علاج جفاف المهبل:
العلاج الأكثر استخداماً وشيوعاً وانتشاراً علي الإطلاق هو التخلص من المسبب، من خلال العلاج الموضعي بهرمون الاستروجين لتعويض المنطقة عن الهرمون الذي لم يعد الجسم يقوم بإفرازه. كما توجد طريقة أخري بتناول أقراص هرمون الاستروجين الذي يتم تناوله عن طريق الفم. وتتميز الأقراص عن العلاج الموضعي بأنها تؤدي إلي تدفق الهرمون في مجري الدم بكمية أكبر، لكن العلاج الموضعي يساعد علي التخفيف من الأعراض المهبلية السيئة المذكورة أعلاه.
تنقسم طرق علاج جفاف المهبل من خلال مد الجسم بهرون الاستروجين إلي 3 أقسام رئيسية وهي:
1. كريم الاستروجين المهبلي، ويتم استخدام هذا الكريم بإدخال أداة تأتي مع الكريم إلي داخل المهبل، ويحد الطبيب عد مرات الاستخدام حسب العلامة التجارية. فبعضها يستخدم يومياً ومن ثم يتم تقليله، وبعضها تعامل معاملة الدورات.
2. حلقة الاستروجين المهبلي، وتقوم المريضة في هذه الطريقة باستخدام الحلقة المرنة إلي داخل المهبل والتي تقوم بدورها بإفراز هرمون الاستروجين بجرعة ثابتة ومباشرة إلي الأنسجة المهبلية، ويتم استبدالها مرة كل شهر.
3. أقراص الاستروجين المهبلية، وتستخدم بإدخال الأداة المتوفرة مع العبوة لإدخال القرص إلي المهبل مرة واحدة يومياً لمدة 14 يوم ومن ثم تخفف الجرعة لمرتين أسبوعياً حتى يتم التوقف عندما لا تكون هناك حاجه لاستخدامها.
موانع الاستخدام والآثار الجانبية:
حتى كتابة هذه السطور لا توجد الكثير من الدراسات والأبحاث حول استخدام هرمون الاستروجين الموضعي علي المدى الطويل، لكن يقول الكثير من الأطباء أنه آمن ولا مشكلة في استخدامه علي المدى الطويل. لكن في المقابل هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تصاب بها المرأة عند استخدام هذه المنتجات كالنزيف المهبلي وآلام الثدي. لكن هناك بعض الحالات التي لا يوصي الأطباء باستخدام هرمون الاستروجين معها وهي:
1. الحوامل والمرضعات.
2. من تعاني من سرطان الثدي، خصوصاً في حالة تناول مثبطات لإنزيم الأروماتاز.
3. من تعاني من نزيف مهبلي غير مشخص.
4. من لديها تاريخ مرضي للإصابة بسرطان الرحم.
وفي ختام موضوعنا عن جفاف المهبل يجب أن نشدد علي ضرورة عدم الانسياق وراء الخلطات والوصفات الغير علمية المتوفرة بالمنتديات والمواقع الغير متخصصة، ونحن في مجلة اليوم الجديد نشدد علي ضرورة استشارة الطبيب لتشخيص المشكلة ومعرفة المسبب واتخاذ اللازم حسب ما يراه الطبيب وبناء علي إجابتك علي الأسئلة التي سيطرحها عليك مع خالص أمنياتنا بالتخلص من هذه المشكلة. وفي حالة وجود أي استفسار أو تعليق لا تترددي في طرحه علينا وسنوافيك بالرد حالما يكون ذلك ممكناً.